الرواية الفلسطينية

كمحور لجائزة الإنجاز والتميز للعام 2022

تمثل الرواية الفلسطينية محوراً لجائزة الإنجاز والتميز للعام 2022، وفي هذا السياق، تمثل الرواية الفلسطينية كل ما يعكس رؤية الشعب الفلسطيني لنفسه ورسالته ودوره في الحضارة الإنسانية، وكذلك تُحدد مرجعيات نشاطه وسلوكه وقِيَمه في علاقاته مع الآخرين، والرواية الفلسطينية تشمل كل ما من شأنه اثبات الحق التاريخي للفلسطيني على هذه الأرض وفيها.

والرواية الفلسطينية، هي سرديتنا ورؤيتنا لأنفسنا وعنها، ولدَوْرنا في الحياة ورسالتنا الحضارية. وهي طريقة الحياة التي عاشها الشعب الفلسطيني وعبّر عنها بشتى الأساليب والوسائل والأدوات التي حملها منذ الأزل عبر التاريخ متجهاً نحو المستقبل.

لذا فإن الحديث عن الرّواية يتضمن؛ تاريخ المكان والإنسان وكل الإبداعات الروحية والفكرية والفنية والتاريخية والأثرية والتراثية، التي أُنتِجَت على هذه الأرض، وتتضمن كذلك أسلوب الحياة وكيفيات التعبير عنها، وهي كل ما يتعلق بحكاية الشعب الفلسطيني على أرضه وحيثما يتواجد، من شواهد ودلائل ودلالات تشير لهذه الحكاية، وتشير إلى تاريخها، وكيف نكتبها ونورّثها للأجيال، وكيف نقدم هذه الدلالات بإطارٍات علمية، وثقافية، وفنية، وفكرية، وتعليمية وتربوية، تعكس الأصالة الفلسطينية في كينونتها منذ أزل التاريخ وإلى الأبد

إن عملية إحياء وتوظيف واستثمار الماضي من أجل تأكيد الحاضر وصناعة المستقبل؛ ليست مجرد قراءة للتاريخ أو إعادة بناء الماضي وتوثيقه، وليست موضع خلاف أكاديمي بين مثقفين حول مفاهيم تاريخية معينة، بل هي عملية توظيف للماضي والحاضر من أجل المستقبل، ولخدمة الأهداف السياسية والوطنية الفلسطينية. ومن أولويات دور الفلسطينيين بكافة فئاتهم وأعمارهم العمل على تثبيت روايتهم الحقيقية، والتأكيد على أقدمية الوجود الفلسطيني الكنعاني. مثل هذه الجهود ضرورية جداً، شريطة أن تُبنى من منظار علمي مجرد من الغيبيات؛ فكتابة التاريخ الفلسطيني مسألة بالغة الأهمية، وهي مهمة علمية تتطلب أقصى درجات المهنية والموضوعية، وأيضاً مهمة وطنية تسعى إلى تثبيت الحق التاريخي للشعب الفلسطيني في وطنه، ولإنصاف تاريخه المظلوم والمغيّب.

تاريخ فلسطين الحقيقي هو تاريخ كل من سكنها منذ الحضارة النطوفية، إلى الكنعانيين، مروراً بكل من غزاها، وترك أثراً فيها، ومن ارتحل إليها طوعاً أو حباً أو خوفاً، من زرع أرضها، وشق قنواتها ودروبها، وروى ترابها بعرقه ودمه.. هؤلاء جميعاً هم الشعب الفلسطيني بكل تنوعاته وطوائفه وأصوله الجينية المتعددة، وفي ظل هذا التنوع والتكامل التاريخي والإجتماعي نشأ إطار حاضن لفلسطين التاريخية، يضم مفردات تخصها، ومشاهد حياتية يومية تعكسها، وسياقات لن تكون الا بها، غذاء وماء وروح وعقل جميعها تصنع القلب الفلسطيني النابض بالحياة.

ولتجسيد هذه التخصصية الفلسطينية وروايتها، وبشكل إبداعي، خصصت جائزة صندوق الإنجاز والتميز للعام 2022 لهذا المحور بشكل استثنائي وتخصصي، ضمن واحد من المجالات الآتية:

الأبحاث العلمية بكافة أنواعها

التي تبحث في الرواية وسبل توظيفها في اثبات الحق التاريخي، وتحلل وتفسر وتوثق التاريخ والواقع وترسم المستقبل بما تحققه من نتائج موثقة، وبما تستند اليه من مصادر ومرجعيات وأدلة واثباتات علمية وتاريخية.


المبادرات

هي المشروعات والمقترحات التي تحقق مخرجات إبداعية في مجال الراوية الفلسطينية، يما يُسهم بتوعية الجيل وتنمّية الحس الوطني التاريخي للمشاركين والمستهدفين في هذه المبادرات.


الأساليب الإبداعية في تدريس الرواية الفلسطينية

وتمثل الطريقة بنهجها المعلم، لتحقيق تعلم فعال، وترسيخ القيم، وتعزيز المهارات، التي من شأنها أن تعمق ارتباط الطلبة بتاريخهم، وتعزز دافعيتهم وقدراتهم على تشكيل مستقبلهم، بالاعتماد على الرواية الفلسطينية


الإبداعات الفنية

وتمثل الطريقة بنهجها المعلم، لتحقيق تعلم فعال، وترسيخ القيم، وتعزيز المهارات، التي من شأنها أن تعمق ارتباط الطلبة بتاريخهم، وتعزز دافعيتهم وقدراتهم على تشكيل مستقبلهم، بالاعتماد على الرواية الفلسطينية


الإبداعات الأدبية

وهي التي تعبر عنها الأعمال الأدبية من شعر ونثر وأعمال مسرحية، تعبّر عن فلسطين وروايتها وحكاية الأرض والناس والصّمود وتبين بلاغة اللغة والأداء في سرد وتوثيق الرواية الفلسطينية.


ولكي تكون الرواية الفلسطينية، حاضرة في المحافل المحلية والدولية، ارتأت وزارة التربية والتعليم، أن تكون الرواية هي المحور الصريح والمباشر، في جميع مجالات الجائزة، بحيث تمثل كل مشاركة تتقدم للتنافس، إضافة نوعية في تعميق إطار ومفهوم ومحتوى الرواية الفلسطينية، على أن تكون القيم الوطنية والتاريخية حاضرة بوضوح وبشكل صريح، لتسهم في دعم التوجه الوطني الفلسطيني في نقش ونشر هذه الرواية عبر منصات العالم.

وتمثل جائزة الإنجاز والتميز لهذا العام، البوصلة الإبداعية، التي ستوجه الوطن والعالم، نحو المعنى الحقيقي، والمكونات الاصيلة للرواية الفلسطينية بأعمق صورها، من خلال تناول حديث الكبار، والعاب الصغار، وما وثقته كتب التاريخ الاصيلة، والأدبيات الرائعة، واللوحات والكلمات والمشاهد التي تحكي، وتوثق وتجسد وترسم مفردات وعبارات واحداث وثقافة وقيم وتاريخ فلسطين، والفلسطينيين، من خلال روايتهم التي يحكونها في ابداعاتهم علمية، ثقافية كانت أن أدبية وفنية.


فنحن معاً نصنع روايتنا الفلسطينية